إن الحضور الطاغي لمسالة التواصل في العالم والتي تتزايد يوما بعد يوم، قد أصبح مسألة لا نقاش فيها. وهكذا فان خبرات آليات الوساطة البصرية للمحتويات، تطورت أيضا على مستوى التصميم الغرافيكي والرقمي. ويدخل في هذا الصدد، معرفة (نظريا) وممارسة الإعلام في فهم عملية الإبداع ( كمفهوم ) وكذا استيعاب أدوات وساطة المحتويات. إن دورنا في التكوين، يسمح بتوجيه الطالب للدخول في الحياة النشيطة سيما عن طريق الاستفادة من الدورات التدريبية ، وذلك في احترام تام لحريته واختياراته. إننا نرافق نمو هذا الجيل الجديد من المصممين ذوي الحس الفضولي، والذين يعرفون كيف يفكرون في التصاميم ويبدعونها، وكيف يقترحون الحلول المرنة والمضبوطة في عالم تتطور فيه الخيارات وتتعدد حلول التواصل بشكل مطرد.
إنها مهن أصبحت اليوم تحتل مكانة مميزة في اقتصاد وثقافة المغرب ، وهي مهن تزدهر بفضل ما تتيحه من مناصفة بين الرجل والمرأة وبسب بفرص العمل التي توفرها للخريجين.
تقترح شعبة التصميم الغرافيكي والرقمي تكوينات باكالوريا + 3 و باكالوريا + 5 والتي تقود نحو الاشتغال بمهن الغرافيزم والتواصل البصري سواء داخل وكالة أو في إطار عمل حر.
ويبقى الهدف الأساسي لهذه الشعبة ، هو تكوين جيل من المصممين ذوي النزعة الفضولية الذين يفكرون في تصاميم مُجدِّدة ويعرفون كيف يجدون الحلول المرنة والأصيلة في عالم تتطور فيه وسائط التواصل بشكل سريع جدا.
احتضنت المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش شعبة التصميم الغرافيكي والرقمي بدءا من سنة 2008. ويتأسس التعليم بها على المزج بين الثقافات الفنية والغرافيكية. كما يحبذ التجربة وروح الإبداع عبر ملائمتها والسوق المهني، وفي ذلك منهج تربوي لا يسعى لتكوين حاملي الدبلومات بقدر ما يسعى لتهيئة حرفيين شباب .وعليه، فبداية من السنة الثانية ، فان الطالب يصبح في مواجهة مع سوق العمل عبر فترات التدريب والتي تشكل فرصة لا يمكن إغفالها فيما يخص تكريس معارفه وتوسيع رقعة شبكة معارفه وكذا صقل كيفية تدبر أموره.
تمنح السنة الرابعة والخامسة تكوينا فريدا وجديدا في المغرب، بحيث يتابع الطلبة خلال السنة الأولى من الماستر جدعا مشتركا من الندوات والورشات النظرية والتطبيقية، كما أنهم ملزمون بالقيام بتدريب ميداني لمدة 12 أسبوعا على الأقل، تسهر الشعبة فيه على توفير إمكانية للتبادل بين المدارس على المستويين الوطني والدولي. ويتعين عليهم في نهاية السنة، انجاز مشروع صغير مشترك أو خاص يتم عرضه ومناقشته شهر أكتوبر من السنة الجارية.
وخلال السنة الثانية من الماستر فان الطلبة يستمرون في متابعة الندوات والورشات التطبيقية والنظرية مع التخصص في حقل أو حقلين للبحث. وهكذا يصلون إلى انجاز مشروعهم الكبير والذي يتعلق بتحرير بحث معمق حول مشروع شخصي مرتبط بتيمة وموضوع البحث تفرض التوصل إلى نتائج مختلفة تقع في الحدود ما بين التجربة الصافية وبين تحقيق غايات محددة.
يتعلق الأمر بتقييم للعملية في كافة مراحلها أكثر مما يتعلق بتقييم للنتائج المحصل عليها، وكذا بتوفير مساحة حرية اكبر في قيادة المشروع، بحيث يتمتع الطالب باستقلالية في عمله وبمتابعة الأستاذ المشرف على البحث. وتتم عروض الأبحاث ومناقشتها في شهر يونيو أو على أكثر تقدير في شهر أكتوبر من السنة الجارية.
pdfانظر المحتوى التربوي على الرابط